أبيلّا والإسكاف
كان أبيلّا أشهر الرسّامين في العصور القديمة، فخطر بباله بعدما أنهى إحدى لوحاته الفنّيّة أن يعرضها في مكان قريب من نافذته ومن أنظار المارّة، وقعد في محلّ واختبأ فيه بحيث يرى الناس ولا يرونه ويسمع ما قد يبدو من نقدهم بشأن عيوب لوحته هذه. وفي ذات يوم سمع إسكافًا مارًّا من هناك يقول بعد أن شاهد التحفة "إنّ حذاء هذا الشخص ينقصه بعض الشكلات".
وفي الغد مرّ ثانية وكان سروره كبيرًا إذ رأى ما انتقده في الأمس مُصلّحًا ورفع رأسه زهوًا وخيلاء وسمح لنفسه عندئذ أن يبدي انتقادًا على الساق، فما كان من الرسّام إلّا أن خرج من مخبئه ساخطًا وقال: "لا يتجاوزنَّ حكم الإسكاف ما هو أعلى من الحذاء" وجرى قوله مثلًا.
يوسف س. نويهض